المطلب الثاني: الوسائل الميدانية
إلى جوار المكتبة التي تعتبر المصدر الأول والتقليدي للحصول على المراجع والمعلومات تأتي الوسائل الميدانية. ونقصد بها الوسائل التي تتطلب من الباحث التحرك للحصول على المعلومات والبيانات التي تساعده في إتمام بحثه.
وتتمثل هذه الوسائل في الاستبيان Questionnaire والمقابلة Interview.
وسوف نلقي الضوء على كل وسيلة كما يلي:
الفرع الأول: الاستبيان Questionnaire
مفهومه: الاستبيان وسيله للحصول على إجابات عن عدد من الأسئلة المحددة والمكتوبة التي يرسل عادة بالبريد أو بأية طريقة أخرى إما عينة ويطلب من تلك العينة الإجابة عليها. ويعد الاستبيان من أكثر الأدوات استخداما في مجالات البحوث الاجتماعية وهو الأداة الرئيسة التي تخدم الباحث في الاستفتاء. أن اللغة الانجليزية تتضمن مقطعا واحدا للتعبير عن هذه الوسيلة. ولكن هذا المقطع عند نقله إلى العربية نجده يتخذ أكثر من تعبير حتى يضع الباحثين في حاله من الاضطراب المفهومي، إذ تجد أن الكتب العربية تضمنت عبارات الاستبيان والاستفتاء والاستخبار والاختبار. وحصر بعض الباحثين هذه المفاهيم مثيلات مصطلحات هي الاختبار الشخصي الذي تقصد به احد الوسائل التقنية للعمل الميداني الذي يستخدم لملاحظة مسئول فرد أو جماعة وتسجيل هذه الملاحظات والاستجوابات. أما المقطع الثاني فهو الاستبيان ولا يختلف في تعريفه عن التعريف الذي قدمناه. أما الاصطلاح الثالث فهو الاستخبار وهو مجموعة من الأسئلة تسأل وتجاب الإجابات عنها بواسطة الباحث. ولا يوجد اختلاف كبير بين الاستخبار والاستبيان من حيث صياغة الأسئلة وترتيبها ترتيبا منطقيا متصلا بالمشكلة موضوع الدراسة.
أولاً:- أنواع الاستبيان:
يقسم الاستبيان إلى ثلاثة أنواع على أساس تحديد الإجابة وعدم تحديدها وهي:
- ـ الاستبيان المقيد: وهو الاستبيان الذي تكون فيه الإجابات محددة باختيارين أو أكثر مثل نعم أو لا أو موافق أو غير موافق.
- ـ الاستبيان المفتوح: وفيه تترك للمستجيب حرية الإجابة ويواجه الباحثون صعوبة في تعريفها وتبويبها.
- ـ الاستبيان المفتوح المقيد: ويحتوي على أسئلة تصحبها إجابات متعددة يختار المستجيب واحدة منها ثم يكتب بحرية ليسوغ إجابته.
ثانيا:- تصميم الاستبيان:
عند تصميم الاستبيان لا بد من مراعاة الآتي:
ـ تنظيم الأسئلة يجب تكونه من الخاص إلى العام.
- ـ ترتيب الأسئلة وطبعها بحيث تكون بشكل يسهل عملية التبويب والترميز.
- ـ تحديد أنواع الأسئلة التي سيجاب عليها من قبل كل فرد من أفراد المجتمع تحت الدراسة.
- ـ عمل جداول التفريغ التي سوف تحتوي على بيانات البحث بعد الحصول عليها من المستجبيين. فإذا صمم الباحث جداول التفريغ قبل تقييم الاستمارة فستساعده هذه الجداول على أن يسأل من الأسئلة ما يفيد بحثه.
إن هذا الاهتمام بتصميم الاستمارة عائد إلى أن نوع الأسئلة وطريقة عرضها تكون اللبنة الأولى للمعلومات التي يجب جمعها فمهما كانت درجة دقة العينة المسحوبة وحسن تطبيقها قد تشوهها غموض الأسئلة وعدم دقة الاستمارة الإحصائية لذا فان عملية تصميم الاستمارة يجب أن تبدأ مع أول أفكار البحث ويجب أن تستمر بصورة موازية له لجميع مراحل البحث.
ثالثاً:- خطوات تقييم الاستمارة:
تتكون استمارة الاستبيان من عدة أجزاء نوجزها بما يلي:
- ـ تحديد أبعاد الظاهرة التي تم العزم على دراستها والذي يقيم ملخصا للدوافع التي وجهت الباحث للقيام بهذه الدراسة.
- ـ تحديد الأسئلة التي يجب وضعها في الاستمارة وهذه تتضمن:
- ـ أسئلة ثانوية خاصة بالذات وصفات المستجيب كالجنس والحالة الاجتماعية والتحصيل الدراسي.
- ـ الأسئلة الرئيسية اللازمة بالبحث.
- ـ تعليمات ملء الإستمارة ويستحسن تزويد المستجبيين بدليل يوضح التعاريف لبعض المصطلحات التي قد تحتويها الإستمارة.
وقد يرغب الباحث في إدخال اكبر حجم من الأسئلة في استمارة البحث على أمل أن تكون المعلومات المأخوذة ذات فائدة مباشرة أو غير مباشرة لموضوع البحث. إلا أن التوسع في هذا النوع من الاستفسارات قد يؤدي كثير من المشاكل والمتاعب للباحث وإلى عدم تجاوب الأفراد مع الباحثين وعليه يجب أن تكون الاستمارة:
أ ـ مختصره قدر الإمكان وفيها الحد الأقل من الأسئلة دون زيادة أو نقصان، وهذا الغرض يجب أن يقوم الباحث بمراجعة الاستمارة عدة مرات للتأكد من أنها خالية من الأسئلة التي لا تفي بالغرض.
ب ـ يجب أن تكون عملية وقابلة لإعطاء الجواب من قبيل كونها خاليه من الأسئلة التي ليس للمبحوث سابق معرفة لمضمونها أو توجيه الأسئلة إلى حوادث تعود إلى تواريخ بعيده يكاد الشخص لا يتذكر تفاصيلها.
رابعاً:- طرق بناء الاستبيان:
يمكن تلخيص خطوات بناء استمارة الاستبيان بما يلي:
- ـ الاطلاع على أدبيات الاختصاص والبحوث التي أجريت في الميدان لغرض تكوين فكرة عامة عن الظاهرة والتوصل إلى تحديد الموضوعات التي سيتضمنها الاستبيان الأولي، كما أن هذا الاطلاع يساعد في تحديد الكثير من فقرات الاستبيان بشكلها النهائي، وعلى الباحث أن يراعي في هذه الخطوة ما يتعلق بتحديد المشكلة وصياغتها وفرض الفروض مما يساعده على أن يدرك موضوع نوع المعلومات التي يحتاج إليها في بحثه، وتراعى هذه الخطوة تحديد البيانات وفيها يضع الباحث بعض الأسئلة التي ترتبط بموضوع البحث وتقدر مجالاته.
- ـ الاستبيان الاستطلاعي: إذ أن الاطلاع النظري وحده لا يكفي لتحديد جميع الموضوعات والمشكلات التي سيتناولها البحث، وعليه لابد للباحث من ملاحظة الظاهرة ضمن إطارها الحضاري فالدراسة الاستطلاعية تمكن الباحث من التصرف على أفضل الأساليب لمخاطبة أفراد العينة وهذا يتطلب النزول إلى الميدان. كما أن الاستبيان الاستطلاعي يساعد الباحث على تحديد المشكلات التي ينوي بحثها بصورة ميدانية ومباشرة من الميدان نفسه.
- ـ المقابلات الشخصية: يعمد بعض الباحثين إلى إجراء مقابلات شخصية مع ذوي الخبرةو الإختصاص. فالاتصال المباشر يضع الباحث وجهًا لوجه أمام مصدر المعلومات ويتيح له فرصة تكييف الموقف للحصول على اكبر قدر من المعلومات وأكثر من دقة ووضوح، فالمقابلة الشخصية تمكن الباحث من الأخذ والعطاء والاسترسال مع المستجيب وتوجيه المناقشة بما يوصله إلى العلامات المطلوبة. وهي تتيح للباحث الوصول إلى ما تحت السطح والنفاذ إلى أعماق المشاعر والآراء والمعتقدات، كما إنها تضع الباحث إذا أجاد فن المقابلة أمام فرصة إنشاء علامات ودية مع المستجيب وحفزه على الكلام بما يمكنه من الحصول على المعلومات، كما إنها أداة لجمع المعلومات من الأميين والأطفال الذين لا يستطيعون التعبير بالكلمة المكتوبة. وتتطلب المقابلة من الباحث كسب ود المبحوث حتى يستطيع الإجابة بشكل سليم على أسئلته وتسجيل هذه الإجابات، إما بشكل مباشر، أو عن طريق آلة التسجيل.
- ـ تحديد موضوعات الاستبيان وفقراته. في ضوء الاطلاع النظري والاستبيان الاستطلاعي والمقابلات الشخصية يستطيع الباحث تحديد أمرين هما: تحديد الموضوعات التي سوف تدور حولها أسئلة الاستبيان. فبعد أن تتجمع لديه المعلومات سيقوم الباحث بتحديد الحالات الرئيسة والموضوعات التي سيضمنها كل مجال لتحديد مسار شكل الأسئلة التي تدرس حولها تلك الموضوعات، وتحديد الصورة الإجمالية للاستمارة كتحديد الترتيب المنطقي للأسئلة، وتحديد الصياغة اللفظية. ولا بد للباحث عند بناء استمارة الاستبيان من مراعاة جملة أمور عند اختيار الأسئلة ووضعها في الاستمارة.
- ـ هل هناك ضرورة إلى وضع السؤال الذي ينوي وصفه في الاستمارة.
- ـ من الأفضل استخدام الأسئلة القصيرة محددة المعنى بدلا من وضع سؤال شامل يشتمل على أكثر من نقطة.
- ـ ـ صياغة الأسئلة بصورة تسمح بمعرفة شدة الاستجابة.
- ـ مراعاة توفر المعلومات أو الآراء لدى المفحوصين.
- ـ ينبغي صياغة السؤال بشكل لا يوحي بالتحيز.
أما عن صياغة الأسئلة فلا بد من مراعاة جملة أمور منها:
ـ أن تكون الأسئلة واضحة وغير قابلة للعديد من التفسيرات.
ـ أن تكون الأسئلة مكتوبة بلغة بسيطة وغير معقدة.
ـ أن لا تكون الأسئلة موجهة للحصول على نوع معين من الإجابة، وذلك عن طريق استدراج الفرد إلى الإدلاء بآراء لا تتفق مع رأي الباحث أو فرضيته.
ـ أن لا تكون الأسئلة مصممة بشكل يوحي بوجود معرفة بين الباحث والشخص المستجيب.
ـ الابتعاد عن الأسئلة الفرضية.
ـ يجب أن تغطي الأسئلة جميع نواحي البحث وعناصره الأساسية.
ـ يحسن تكرار الأسئلة بصيغ مختلفة وذلك لأهميتها ولإمكان مراجعة الأسئلة التي يمكن التلاعب في أجوبتها.
بعد صياغة فقرات الاستبيان بشكلها النهائي من حيث الصياغة اللفظية وترتيب الأسئلة وتحديد مقياس الاستجابة كأن يكون أحادياً أو ثنائياً يقوم الباحث بقياس صدق وثبات المقياس.
خامساً:- صدق الاستبيان:
هناك أنواع عديدة من الصدق مثل الصدق الظاهري أو الصدق التنبؤ أو الصدق التلازمي أو الصدق التجريبي. وعلى قياس الصدق عن طريق عرضه على لجنة من المحكمين الخبراء في ميدان الاختصاص ويطلب منهم إبداء آرائهم في مدى صلاحية فقرات الاستبيان لقياس ما وضعت لأجله. يقوم الباحث بجمع الإجابات وتحليلها وإعادة النظر في استمارته في ضوء ملاحظات السادة الخبراء والمحكمين وبهذا يتحقق الصدق للأداة.
سادساً:- الثبات:
المقصود بالثبات هو اتساق البيانات التي تجمعها بواسطة هذه الأداة. والاتساق معناه أن يكون لهذه البيانات منطق واحد واتجاه واحد. وهو اتساق الاختبار مع نفسه في قياس أي جانب يعيشه وهو مثير إلى درجة عالية من الدقة والاتساق والامتنان والإطراء في درجة المعيار الكلية التي يفترض أن تقيس ما وضع لقياسه. وتكون مهمة أساليب حساب الثبات فهو توفير تقرير مناسب لحجم التباين الحقيقي لأفراد عينة الثبات، مع بيان تباين الخطأ وهناك عدة طرق لحساب الثبات من إعادة الاختبار على عينة مرتين بفاصل زمني ثلاثة إلى أربعة أسابيع. كما يمكن حسابه في التجزئة الصنفية والصور المتكافئة وتحليل التباين. وبعد أن يُقوم الباحث حساب الصدق والثبات لأدائه يكون الاستبيان قد وضع بصورته النهائية للتطبيق.
الفرع الثاني: المقابلة
هي لقاء يتم بين الباحث والمستجيب وعلى أساس ذلك يُحدد هدف واضح للبحث ويعد الباحث استمارة خاصة لجمع المعلومات من العينات، وهذه الطريقة أو الأداة تصلح لكافة المستويات التعليمية والثقافية. إن المقابلة تستخدم للتعرف على الحقائق والتأكد من المعلومات بشكل دقيق من قبل الباحث مباشرة. وتسمح الفرصة للباحث التعرف على اللهجة والطلاقة والانفعالات التبريرية. والمقابلة هي مهمة لكشف المواقف الاجتماعية والتوصل لها للاتجاهات والقيم الإنسانية والتوصل إلى المعلومات التي تعطي حلا للمشكلة. والهدف من المقابلة اختيار الفروض وترجمة أهداف البحث والكشف عن استجابات المستجيبين وهذا نجده إن كان هناك تعاون بين الباحث والمستجيبين. ومن أهم الشروط للمقابلة الجيدة أن تكون لها هدف محدد وتحديد المعلومات المطلوبة لأن المقابلة محادثة هادفة مع تهيئة السؤال الصالح وفي مستوى المستجيبين، مع ترتيب الأسئلة بشكل مناسب منسجم مع الحديث.
أولا:- القواعد الأساسية للمقابلة:
تحديد جو المقابلة
إن نجاح المقابلة يتوقف على مهارة الباحث الذي يستخدم هذه الأداة من أدوات البحث ومن اجل نجاح هذه الطريقة يجب أن تتبع النقاط التالية:
- – تحديد أفراد المقابلة.
- ضمان الحصول على الأجوبة
- تحديد جو المقابلة.
- طريقة توجيه الأسئلة الصحيحة.
- كيفية ثبات صحة المعلومات.
٦- تسجيل المقابلة.
- – تحديد أفراد المقابلة: من أجل أن تكون البيانات صحيحة والوصول إلى حقائق لتحقيق الفروض يجب أن يحدد مجتمع الأصل ومفرداته وعينة ممثلة كافية لمجتمع الأصل، مع ملاحظة اختيار الأفراد الذين ينقلون المعلومات والذين لديهم استعداد لإعطاء الأجوبة.
- – تحديد جو المقابلة: يحدد الزمان والمكان للمقابلة ويلتزم الباحث بهذه الأوقات والأمكنة بالاتفاق مع المستجيب، مع جعل الثقة والوفاق المتبادلة التي يوفرها الباحث. وجو المقابلة مهم جدا يشعر الباحث المستجيب بأن لديه وقتًا كافيًا للاستماع له مع تجنب إجهاد المستجيب.
- – طريقة توجيه الأسئلة: يحدد الهدف والحقائق الذي يرمي الباحث الوصول إليها، ويكون عدم إلقاء الأسئلة بشكل جامد لا يحقق الهدف، بل توجه الأسئلة بشكل سلس ومنسق، وقبل توجيه الأسئلة يستطلع الباحث أسئلته وأهميتها كتجربة استطلاعية معتمداً على المصادر والدراسات السابقة للتعرف على الاستجابة المتوقع الحصول عليها.
٤- ضمان الحصول على الأجوبة الصحيحة: يوضح الباحث للمستجيب الغرض من المقابلة، وأن يكون صريحا ويخلق جواً ودياً مع البدء بحوار شيق يسمح بظهور الأسئلة تلقائيا، وهذا البدء مرتبط مع قبول واتجاهات المستجيب، مع تجنب طابع الاستجواب والتعالي على المستجيب أو الشعور بالدون للمستوى الذي تأخذ منه الاستفتاء. إن التأكد من أن المستجيب قد فهم السؤال وإتاحة الفرصة له بالوقت الكافي يعطي دقة للمعلومات التي يدلي بها المستجيب، ولا تظهر له الدهشة والاستغراب حينما يذكر المستجيب بعض الحقائق. إن بعض الباحثين يجعل المستجيب يقف موقف المدافع عن النفس، ويثير فيه الكراهية والعدوان، هذا سوف لا يضمن لك إجابات صحيحة ودقيقة.
٥ – كيفية ثبات صحة المعلومات: من أجل أن تكون المعلومات صحيحة يجب أن لا تثير لدى المستجيب الحماس مع التأكد من صحة المعلومات التي يدليها بمقارنتها مع أشخاص آخرين، مع فحص العبارات المتناقضة ومقارنة الأرقام، والتأكد من الأرقام المتناقضة.
٦- تسجيل المقابلة: تسجيل كافة المعلومات التي يدلي بها المستجيب على الاستمارة الخاصة، مع تحضير دفتر خاص بالأفكار المؤقتة التي قد تعترضك وأنت تأخذ الاستفسارات، وحاول أن تسجل كافة المعلومات التي تأخذ. كذلك يمكن أن تسجل هذه المقابلة عن طريق آلة تسجيل وممكن أن تكون آلة التسجيل ظاهرة أو واحدة لها مزاياها الخاصة. وهناك خاصية في تسجيل المقابلة هي عدم إبدال الكلمات غير المفهومة بكلمات من قبلك أو التقليل من أهمية البحث.
ثانياً:- أنواع المقابلات وتصنيفها:
هناك أنواع مختلفة للمقابلات وكذلك تصنيفات مختلفة كلها ترمي خدمة الإنسان الذي هو الهدف من البحوث والدراسات من أجل أن يحيا حياة أفضل، وبشكل أحسن. فقد قسم العلماء هذه الأداة إلى أنواع وكذلك صنفوها تبعا للبحث لتسهيل مهمة الباحث ومن هذه الأنواع ما يلي:
- ـ المقابلة الفردية والجماعية.
- ـ المقابلة المقيدة.
- ـ المقابلة غير المقيدة (التعمق).
- ـ مقابلة التعمق (غير موجهة).
- ـ المقابلة المركزة.
- ـ المقابلة الفردية والجماعية: المقابلة الفردية وهي التي تعطي للفرد كافة الحرية بالإدلاء بآرائه. أما المقابلات الجماعية فإنها تعطي للأفراد بإدلاء آرائهم بحرية تامة بإلقاء سؤال ويبدأ النقاش بشكل جماعي حول هذا السؤال ويسجل الباحث.
ـ المقابلة المقيدة (مقننة): وتجري هذه المقابلة تحت نظام خاص مقيد بالأسئلة التي حددت مع الالتزام بالأجوبة المحددة، مع تهيئة استمارة خاصة بها.
- ـ المقابلة غير المقيدة (غير مقننة): وهي المقابلة التي لا يوضع لها قيود وتكون مفتوحة وغير رسمية وتعدل الأسئلة حسب ظروف المقابلة وهي مرنة.
ـ مقابلة التعمق (غير موجهة): وهي أن يسمح الباحث للمجيب التحدث بحرية كاملة، والباحث يستمع ويثنى على المجيب ويدفعه بالإستمرار بالحديث مثل (طيب، استريح، شكرا) ليصل الباحث إلى كافة الجوانب المتعددة للمجيب.
- ـ المقابلة المركزة: وهي التركيز على خبر معلوم محسوس ويسعى الباحث لمعرفة الآثار المترتبة عليه.
- أما تصنيف المقابلات فهي:
- ـ المسحية: وهذا النوع يستخدم لمسح أراء الرأي العام أو مسح الاتجاهات والميول ولتحديد أراء الأفراد بالضبط.
- ـ تشخيصية: تشخص حالة من الحالات ويبدأ البحث عن هذه الحالة.
- ـ العلاجية: وهذه الحالة تستعمل لفهم العيب ومن ثم وضع العلاج له.
- ـ المقابلة التوجيهية: وهي إعطاء الأفراد إرشادا أو توجيها معينا من أجل الحل للمشاكل المتعلقة بها.
- ـ المقابلة الاختيارية والقياسية: وهذه الحالة هي اختيار أو قياس حالة المجيب النفسية وفحص قدراته وكفاءته ومعرفة ميوله وإتجاهاته وتخصص استمارة لذلك.
مزايا المقابلة.
- ـ تجمع الباحث مع العينات في موقف واحد.
- ـ يمكن للباحث شرح مشكلة بحثه.
- ـ يسمح بفرصة للباحث التعمق بالبحث بشكل تفصيلي.
- ـ يستطيع الباحث إقناع المجيب بمشكلة بحثه.
- ـ يتأكد الباحث من صدق المعلومات ومن الأفراد بنفسه.
- ـ إذا كانت الأجوبة غير مقنعة فيستطيع الباحث الرجوع إلى المجيب مرة أخرى لبعض الاستشارات الغامضة.
- ـ الكشف عن جوانب عديدة لا يمكن كشفها عن طريق الاستبيان وخاصة الموضوعات التي يصعب تحمل أسئلة محدده لها.
ثالثاً:- عيوب المقابلة:
ـ تتعرض النتائج إلى التمييز الشخصي.
- ـ تحتاج إلى عدد كبير من جامعي المعلومات.
- ـ الامتناع عن الإدلاء بالآراء الخاصة التي قد لا تعطي البحث حول المشكلة وخاصة الذين يتأثرون بالآراء السياسية.
- ـ لا يعطي المجيب كل ما عنده لأنه شخص معروف، أما الإستبيان فإن اسمه لا يسجله.
- ـ كثرة الانتقال من مكان إلى مكان آخر تكلف جهدا ووقتا إضافيا، إضافة إلى التكاليف المادية.
- ـ محاولة بعض المجيبين تزييف الحقائق.
قد اعتاد بعض الباحثين، أو بعض طلاب العلم في المراحل الجامعية الأولى، على عدم التفريق بين المصدر والمرجع، أو المصدر الرئيس والمصدر الثانوي، ففي اللغة: المصدر هو: المنهج أو الأصل، وهو مشتق من الصدر، أو الصدارة في كل شيء. أي: تعني الأهمية والموقع المتقدم.
وفي نطاق هذا الفصل يجدر بنا أن نبين كيفية الرجوع إلى المراجع والمصادر للحصول عليها من المعلومات والبيانات وضوابط هذا الرجوع وذلك كما يلي:
تتبدى أهمية تجميع المعلومات والبيانات وتدوينها في أنها تعطي الباحث المادة الخام التي سوف يصنع منها بحثه. وبقدر وفرة المعلومات والبيانات وتغطيتها لكل جوانب الرسالة بقدر ما يسهل على الباحث إتمام بحثه بصورة جيدة.
ولما كانت كيفية الرجوع إلى هذه المراجع يرتبط أساساَ بنوع هذه المراجع. فإنه يجدر بنا بيان هذه الأنواع. وبعد ذلك نبين كيفية تدوين هذه المعلومات. وذلك كما يلي:
تأتي أدوات البحث العلمي في مرحلة لاحقة لتحديد موضوعه، ووضع خطة مبدئية لموضوع البحث؛ وفقاً للقواعد والأسس التي سبق وحددناها. وأدوات البحث العلمي هي مفترض ثابت في كل الأبحاث. فمن الصعوبة بمكان القيام ببحث علمي دون وجود هذه الأدوات. وإذا كانت أدوات البحث متوافرة لكل الباحثين فإن قدرة الباحثين على استخدام هذه الأدوات تتفاوت بتفاوت إمكانياتهم وقدراتهم على الفهم والتمحيص. ذلك أن البحث العلمي هو في حقيقته مهنة أو حرفة أو مهارة وليس وظيفة. ويبقى إجادة الباحث لمفردات هذه المهنة مرتبطا إلى حد كبير بقدراته الشخصية وسعة اطلاعه وقدرته على الترتيب والتنظيم، وتحليل المعلومات التي يحصل عليها.
وسوف نتناول أدوات البحث العلمي وفق ترتيب العمليات التي يقوم بها الباحث في استخدام هذه الأدوات. فهذا الاستخدام يبدأ بتحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث. ثم يقوم بتجميع المعلومات التي تتصل بموضوعه من هذه المراجع. وأخيراً يقوم بترتيب هذه المعلومات وتدوينها وفق اسس علمية محددة توطئة للاستفادة بها.
وترتيباً على ذلك فسوف نقسم الفصل إلى ثلاثة مباحث كما يلي:
المبحث الأول: تحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث.
المبحث الثاني: تجميع المعلومات.
وذلك على الوجه التالي:
سبق أن علمنا أن الخطوة الأولى في البحث تتضمن تحديد موضوع البحث، ووضع خطة مبدئية له. يعقب ذلك تحديد المراجع التي تتصل بموضوع البحث. وإذا كان الباحث أثناء اختيار موضوع البحث ووضع خطة مبدئية له يطلع على بعض هذه المراجع بصورة سريعة، فإن الخطوة التي نحن بصدد بحثها تختلف تماماً عن ذلك، فهذه الخطوة تتضمن حصر وتحديد المراجع المتصلة بالبحث.
وهي مرحلة تتسم بالدقة والصعوبة، إذ تقتضي من الباحث أن يطلع على مراجع شتى وفي أماكن كثيرة. وعليه أن ينقب فيها ويبحث عما يفيده من هذه المراجع في موضوع بحثه.
وتهدف المراجع إلى توفير المعلومات والبيانات التي سوف يستخدمها الباحث في صناعة بحثه. فهي المواد الأولية التي سوف يواجه بها موضوع البحث. وهى مصادر معلوماته وبياناته. وعلى ذلك فإنه بقدر هذه المصادر والمعلومات التي تأتي منها ما يأتي البحث منضبطاً وسليماً في أساسه العلمي وفروضه، وما يرتبه من نتائج([1]).
ومراجع البحث ومصادره ومعلوماته متعددة. إلا أنها تتكاتف لتأدية وظيفة واحدة. وهي توفير المعلومات والبيانات للباحث. ولذلك يستطيع الباحث ومعه الأستاذ المشرف أن يحدد أياً من هذه المصادر أنفع له في تحقيق هدفه.
وتأتي المكتبة وما تحويه من كتب في مقدمة هذه المصادر. فضلاً عن ذلك توجد الوسائل الميدانية والوسائل التكنولوجية الحديثة التي يتبعها الباحث للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لبحثه. وسوف نتناول كل هذه المصادر بالتفصيل كما يلي:
[1]) د/ جابر جاد نصار: مرجع سابق، ص 96.
قبل الدخول الفعلي في مرحلة الكتابة، يجب على الباحث أن يعرف القواعد الأساسية للكتابة. ولذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين: نتناول في المطلب الأول: قواعد الكتابة. وفي المطلب الثاني: مراحل الكتابة.