المطلب الأول: المكتبة

المطلب الأول: المكتبة

تمثل المكتبة المصدر المهم والأساسي للبحث العلمي. والاهتمام بالمكتبات والعاملين بها يمثل المدخل الطبيعي للاهتمام بالبحث العلمي. وعلم المكتبات أصبح علماً وتخصصاً مهماً تهتم بدراسة جوانبه المعاهد والجامعات في العالم.

واللجوء إلى المكتبة هو المصدر الأساسي للحصول على المعلومات والبيانات الخاصة بكل بحث علمي. وما الوسائل الأخرى في ذلك إلا وسائل مكملة للمكتبة. ومن هذا المنطلق يجدر بكل طالب علم وباحث فيه أن يحترم الكتاب والمكتبة ويتعلم كيفية التعامل معه واحترامه. ونهضة أي أمة إنما هي مرتبطة ارتباطاً لازماً باحترامه للكتاب وحسن التعامل معه ما يرتبط بذلك حتماً من توقير العلم واحترام العلماء.

ولقد كان احترام المصريين القدماء للكتب ومؤلفيها عظيماً. فقد كان للكاتب فضل السبق على غيره من أصحاب المهن الأخرى، بل إنك لتجد فجوة كبيرة تفصل بين المصري المتعلم وغير المتعلم، ومن يبرع في الكتابة ينال أسمى المراكز وإن لم تسم مواهبه الأخرى، بل لم يكن للحاكم نفسه قيمة إلا بكتابه. ومن تدرك السر في رغبة كبار الموظفين القدماء أن يصوروا أنفسهم في هيئة الكتاب، لأن الكتابة في نظرهم سلم يرقى فيه المرء إلى أقوى المراكز وأعلاها، والرجل الذي يستطيع الإبانة عما في ضميره بأسلوب جميل مهذب يجد الطريق أمامه مفتوحًا لأكبر المناصب وأعلى الدرجات ([1]).

واللجوء إلى المكتبات واستخراج ما تحتويه من كنوز وما تتضمنه من معلومات أمر له أصول وقواعد وآداب وعلوم يطيب لنا أن نبحثها كما يلي:

الفرع الأول: آداب التعامل مع المكتبة

ونقصد هنا الآداب التي يجب على الباحث التحلي بها حين التعامل مع المكتبة بكافة عناصرها سواء كان هذا التعامل مع المكان وما يضمه من جدران وأثاث، أو مع العاملين بها أو مع ما تحتويه من كتب ومراجع وذلك على الوجه التالي:

أولاً: التعامل مع المكتبة كمكان:

يتميز المكان المخصص للمكتبة بقدسية يجب ألا يسمح لأحد أن ينتهك هذا المكان. فلا يجوز رفع الصوت فيها حتى لا يتشتت ذهن المترددين عليها. وكذلك لا يجوز بأي حال من الأحوال التعامل مع المكان باستهتار أو جلب المشروبات والمأكولات إليها. فالمكتبة ليست صالة طعام او مكانًا للحديث والمسامرة بين روادها. وإنما هي مكان للبحث والاطلاع، ومن شغله العلم شغل عن غيره من الأمور، وتسابق مع الوقت حتى يستفيد بأكبر قدر ممكن من المكتبة.

ومن الأسف أننا نرى في مكتباتنا كثيرًا من هذه المظاهر التي تشغل الباحثين عن عملهم وتضيع عليهم وقتهم وجهدهم، وإذا علمنا أن كثيراً من الباحثين يقطع أميالاً طويلة سفراً ومشقة لكي يصل إلى المكتبة للانتفاع بكنوزها وذخائرها لعلِمنا كم يجني هؤلاء المستهترون عليهم. !!([2]).

وتحتوي الجامعات الكبرى في مصر مكتبات كبيرة ورائدة كجامعة القاهرة التي تحتوي مكتبة مركزية للجامعة كلها، فضلاً عن وجود مكتبة متخصصة لكل كلية أو معهد. وتعتبر مكتبة كلية الحقوق جامعة القاهرة من أفضل المكتبات على مستوى العالم العربي. بل إنها تضاهي أعظم المكتبات في العالم.

 

ثانياً: آداب التعامل مع العاملين في المكتبة:

يقوم على المكتبة هيكل إداري وفني مدرب على التعامل مع الباحثين ومع الكتب. وهم من الحاصلين على مؤهلات جامعية في علوم المكتبات. ويعتبر التعامل مع الكتب وظيفتهم الأساسية. وعلى ذلك فإن أمناء المكتبة هم المدخل الرئيسي لفهم تنظيم المكتبة.

ويجب على الباحث أن تكون له علاقات ودية مع أمناء المكتبة في إطار إنساني. فمن العجب أن نجد كثيراً من الباحثين يعاملون أمناء وموظفي المكتبات بتعالٍ وهو أمر ينبئ عن قلة العلم وعدم الفهم.

ولأهمية الدور الذي يقوم به أمناء المكتبات، فإنه في المكتبات الكبرى لا يسمح للباحث أن يحصل على الكتاب إلا عن طريق أمين المكتبة. حتى إذا ما فرغ من استخدامه فإنه يسلمه إلى أمين المكتبة. وبذلك نضمن أن يرجع الكتاب إلى مكانه وبنفس الرقم المسلسل. إذ أن ترك هذا الأمر للباحثين يؤدي إلى اضطراب الفهرسة وتداخلها مما يصعب معه الحصول على الكتاب مرة أخرى.

ثالثاً: آداب التعامل مع الكتاب:

يمثل الكتاب بما يحتويه من معلومات وبيانات ثروة حقيقية تتوارثها الأجيال وينتفع بها الباحثون على مر العصور والأزمان. ولذلك فإن التعامل مع الكتاب تحكمه آداب يجب الالتزام بها.

وأهم هذه الآداب المحافظة عليه وعدم تقطيع أجزاء منه أو شطب كلمات أو الكتابة على هوامش الكتب أو تخريب أفكاره واستخدام المعلومات والبيانات الواردة فيه وفقاً للقواعد العلمية التي تبين والتي سوف تكون محل دراسة وعناية في ما يأتي:

ويجب أن يُنمّى في نفوس التلاميذ منذ الصغر أي منذ مراحل التعليم الأولى الاهتمام بالكتاب وكيفية التعامل معه وضرورة الاحتفاظ به نظيفاً وسليماً. إذ أن الكتاب يمثل خير رفيق على درب الحياة الطويل. ومن الملاحظ أن التلاميذ الذين يحسنون معاملة الكتاب واحترامه وحفظه هم الذين يتفوقون في دراستهم. فمن المؤكد أن الحاجة إلى الكتاب لا تنتهي بانتهاء العام الدراسي ونجاح الطالب في الامتحان. وإنما هي حاجة متجددة لتجديد الأفكار وتحديثها وتنشيطها.

ويتميز الكتاب عن غيره من مصادر البحث الأخرى بسهولة تخزينه وسهولة الرجوع إليه في كل الأوقات. وبساطة هذا الرجوع. كما تتميز الكتب عادة بتعدد معارفها بمعنى أن الإنسان في سنين عمره ومراحل حياته المتعددة يستطيع أن يغترف من هذه الكتب ما يفيده في قابل حياته.

ولا ننسى أن الله عز وجل قد كرم الكتاب وأنزل تعاليمه على رسله في صورة كتاب (القرآن الكريم، والانجيل والتوراة)

وإذا كانت هذه الآداب لازمة للتعامل مع أي كتاب، فإنها بالنسبة للكتب والمراجع القانونية ألزم وأولى. ذلك أن دراسة الطالب بكليات الحقوق تهتم بالكليات والقواعد الأساسية ومن ثم تمثل الكتب الدراسية إطلالة مهمة على العلوم القانونية بحيث تضيف إلى بعضها البعض ليترابط ويتكامل البنيان القانوني للطالب في سنوات الدراسة المتعددة فإذا ما انتهى من السنة الرابعة، فإنه يكون قد اكتمل له البناء القانوني الذي يمكنه من التعامل مع النص القانوني في أي قانون حتى ولو لم يدرسه في دراسته بالكلية. ومن هنا كان مهماً بالنسبة لطالب الحقوق أن يحتفظ بالكتب التي يدرسها لكي يرجع إليها لكي تساعده على التذكر ومعرفة ما سبق دراسته في عام سابق حتى تسهل عليه دراسة الأعوام المقبلة. وذلك لأن دراسة القانون هي دراسة تراكمية تبدأ من دراسة القواعد العامة لتنتهي عند دراسة الحالات الخاصة.

ففي مواد القانون الإداري تبدأ الدراسة من العام إلى الخاص على الوجه التالي:

 القانون الإداري السنة الثانية  القضاء الإداري السنة الثالثة  العقود الإدارية السنة الرابعة

وفي مواد القانون الجنائي تبدأ الدراسة أيضاً من العام إلى الخاص على الوجه التالي:

النظرية العامة للجريمة والعقوبة السنة الثانية القانون الجنائي القسم العام  دراسة لبعض الجرائم كجرائم الأشخاص والأموال، والجرائم المضرة بالمصلحة العامة السنة الثالثة  ودراسة الإجراءات الجنائية في السنة الرابعة وهكذا.

ويترتب على ذلك أن دراسة العلوم القانونية هي سلسلة متصلة الحلقات إذا ما انفكت حلقة منها أو غابت أو ضعفت لأدى ذلك إلى حدوث اختلال في تكوين الطالب القانوني.

الفرع الثاني: أنواع المكتبات

تتعدد المكتبات وتتنوع بتنوع المعارف والعلوم الإنسانية فنحن في زمن يتميز بالتخصص في العلوم والدراسات. ولذلك فكل علم له كتبه الخاصة به.

على أننا يمكن أن نميز بين المكتبات من ناحيتين: فمن حيث ملكية المكتبة: فإننا نجد مكتبات عامة وأخرى خاصة. ومن ناحية هدفها فإننا نجد مكتبات تقدم خدماتها للجمهور والمترددين عليها مجاناً، ومنها ما يتخصص في بيع الكتب. ومن ناحية ما تحتويه من كتب، فلدينا المكتبة الجامعة، والمكتبة المتخصصة.

وسوف نلقي الضوء على كل نوع من هذه الأنواع كما يلي:

أولاً: تقسيم المكتبات من حيث تقديم الخدمة:

تنقسم المكتبات وفقاً لهذا المعيار إلى:

  • مكتبات تقدم خدماتها مجاناً للمترددين عليها من طلاب العلم والباحثين. كالمكتبات الموجودة بالجامعات والكليات المختلفة ومعاهد العلم. وهي تفتح أبوابها على مدار العام وفي مواعيد معلومة للجميع. وتتميز هذه المكتبات بكثرة الكتب وانضباط الفهرسة ونظام العمل بها. وتحرص الجامعات على تحديث مراجعها بإستمرار سواء عن طريق الشراء أو قبول الهدايا أو غير ذلك من الوسائل التي تكفل تجديد مصادرها ومراجعها.

ويجدر التنبيه أنه لا ينال من مجانية الخدمة التي تقدمها هذه المكتبات فرض رسوم زهيدة على المترددين عليها. فذلك يحقق هدفين يتمثل الأول منهما: منع دخول من ليس له حاجة إلى المكتبة وما يترتب على ذلك من إخلال بنظام المكتبة وإمكانيتة استفادة المترددين عليها منها. وثانياً: استخدام هذه الموارد في سد احتياجات هذه المكتبات من نظافة وحراسة وغير ذلك.

  • مكتبات لبيع الكتب للجمهور وقد تكون هذه المكتبات دوراً للنشر. وتلعب دور النشر دوراً حيوياً واساسياً في توزيع العلم في العصر الحديث لاسيما ما كان منها متخصصاً. فالناشر الجيد هو الذي يستطيع أن يساهم في نشر الكتب الجيدة. وفي كثير من الأحيان يقوم الناشر بالمساهمة أو تحمل تكاليف انتاج الكتاب وهو في ذلك يؤدي خدمة جليلة للعلم.

والأصل أن تتخصص دور النشر في نشر نوع معين من الكتب، فثمة دور لنشر المعارف والعلوم القانونية مثل دار النهضة العربية في مصر وهي تتخصص أساساً في نشر العلوم والكتب القانونية، وهناك دور نشر أخرى تتخصص في أكثر من فرع من فروع العلم. ويرتبط ذلك بطبيعة الحال بمدى ملاءة هذه المؤسسات من الناحية المالية ومدى فاعلية جهازها الإداري والاقتصادي. ومن أهم دور النشر التي تجمع بين تخصصات كثيرة في مصر مؤسسة الأهرام ودار الشروق وغيرها.

 

ثانياً: من حيث ملكية هذه المكتبات:

فثمة مكتبات تملكها الدولة. وأخرى يملكها الأفراد.

والأصل أن الدولة هي التي تنشئ المكتبات وتمدها بالكتب اللازمة والمناسبة لجميع الأعمار والفئات. ويجب أن تتاح هذه المكتبات للمواطن العادي الذي يشق عليه في كثير من الأحيان أن يقتطع من قوته المحدود لكي يشتري كتاباً. وعلى ذلك يجب أن يكون في كل حي مكتبة عامة. وفي كل مركز شباب مكتبة عامة.

وقد تكون هذه المكتبات خاصة يملكها أفراد أو جماعات أو هيئات علمية وثقافية، وهذه المكتبات يمكن الإستفادة بها في الحدود والقيود التي تحددها هذه الجهات. وغالباً ما تفرض هذه الجهات رسوماً نتيجة استخدامها وذلك مثل مكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومكتبة المركز الثقافي البريطاني، ومكتبة المركز الثقافي الروسي وغيرها كثير.

ثالثاً: تقسيم المكتبات من حيث محتواها:

نجد أن المكتبة قد تكون جامعة لكل العلوم والمعارف، ومن ذلك مكتبة الإسكندرية ومكتبة مبارك العامة بالدقي والمكتبة العامة بجامعة القاهرة. وفي هذه المكتبات نجد مراجع ومصادر لجميع العلوم والفنون، وبها أقسام متعددة بتعدد هذه العلوم والفنون.

أما النوع الثاني فهي مكتبات متخصصة: إذ أنها تتخصص في فرع من فروع العلم ومن ذلك مثلاً مكتبات كليات الحقوق التي تتخصص في فروع القانون المختلفة، ولا تهتم بغيره من المعارف.

ولكل نوع من ذلك مميزاته. إذ أن المكتبات الجامعة إنما تجمع فروعاً من العلم متعددة ومتنوعة وهى تفيد القارئ والباحث الذي يبحث عن مراجع ومصادر تُلقي له الضوء على جانب أو أكثر من جوانب أي علم آخر غير متخصص فيه. أما المكتبات المتخصصة فهي تتخصص في علم واحد ومن ثم تكون أكثر إحاطة به وأكثر قدرة على الإلمام بكافة المصادر والمراجع التي تتصل بهذا العلم. ولذلك فإنه إذا كانت المكتبات الجامعة في كثير من الأحيان تهتم بالتثقيف ونشر ثقافة العلوم بين الأفراد، أياً كانت تخصصاتهم، فإن المكتبات المتخصصة تهتم بالبحث العلمي في ذات التخصص، ولذلك فهي تهتم بجمع الكتب المتخصصة في هذا العلم وتيسير الاطلاع عليها للباحثين.

 

 

الفرع الثالث: الاستفادة من المكتبة

بعد أن بينا آداب التعامل مع المكتبة وأنواع المكتبات. فعلى الباحث أن يتخلق بهذه الآداب، وعندها يختار المكتبة التي تتفق ومجاله البحثي فإن عليه أن يعرف كيف يستخرج ما فيها من كنوز ومعلومات تفيده في هذا البحث.

تبدأ رحلة الباحث في المكتبة عبر ثلاث خطوات تبدأ بطلب الكتاب والحصول عليه، ثم الاستفادة به على الوجه المناسب، وأخيراً رد الكتاب إلى مكانه مرة أخرى([3]). وترتبط هذه الخطوات بكيفية ترتيب وتنظيم الكتب داخل المكتبة وهو ما سوف نبينه فيما يلي.

أولاً: تنظيم وترتيب الكتب داخل المكتبة:

إن ترتيب الكتب في المكتبات علم يدرس في الجامعات، في أقسام تابعة لكليات الآداب تسمى أقسام المكتبات والوثائق. وتتبدى أهمية هذا العلم في أنه يوفر الوعاء الحافظ لكل علم، ويسهل الاستفادة من كل كتاب. ولو تصورنا مكتبة بها مئات الآلاف من الكتب ملقاة فيها بلا تنظيم ولا ترتيب ولا تنسيق. فإنه يبقى من المستحيل أن يتمكن أحد من الاستفادة. فليس ثمة شك في أن نصف العلم تنظيمه، ذلك أنه بالتنظيم يستطيع العالم أن يصل إلى منجزات من سبقوه بسهولة ويسر وبلا عناء، فلا يكرر ما قاموا به، بل يبدأ من حيث انتهوا([4]).

ويسمى علم تنظيم وترتيب الكتب في المكتبة بعلم الفهرسة([5]). وهي أنواع ومذاهب وتعني في النهاية بتنظيم وترتيب الكتب والمراجع وفقاً لقواعد محددة يسهل معها الرجوع إلى هذه الكتب وقت الحاجة إليها.

وعلى ذلك فإن الفهرسة هي عملية إعداد الكتب وغيرها من الأوعية الفكرية إعداداً فنياً بحيث تكون في متناول القراء في أسرع وقت ممكن وبأيسر الطرق. أما الفهرس فهو ثبت أو بيان بما تشتمل عليه المكتبة من مقتنيات يوضع لخدمة رواد المكتبة.

وتنقسم الفهرسة إلى نوعين:

  • فهرسة وصفية:Descriptive Catalogue

وهي تهتم بوصف الكتب وغيرها من الأوعية الفكرية وصفاً مادياً بحيث تتيح التعرف على الكتاب بسهولة وتكوين صورة واضحة قبل الاطلاع عليه.

  • الفهرسة الموضوعية:Subject Catalogue

وتهتم بوصف المواد المكتبية من ناحية المحتوى الموضوعي بحيث تتجمع الكتب ذات الموضوعات المتشابهة إلى جانب بعضها على الرفوف وهي تنقسم إلى قسمين([6]):

  • التصنيف Classification
  • رؤوس الموضوعات Subject Heading

 وما يعنينا هنا هو معرفة أنواع الفهرسة، وكيفية البحث عن المراجع، والمصادر، وفق كل نوع من هذه الأنواع. كما يلي:

أنواع الفهرسة:

تتعدد أنواع الفهرسة، ومن أهم الأنظمة التي تستخدم في الفهرسة في مصر:

نظام العالم الأمريكي (ديوي) وهو نظام متبع في جامعات العالم، ومنها الجامعات المصرية. وهو ما سوف نتناوله بالشرح والتفصيل.

نظام ديوي Dewey ويسمى أيضاً بالنظام العشري.

وينهض هذا النظام على تقسيم المعارف والعلوم الإنسانية إلى عشر معارف رئيسة ترتب كما يلي:([7])

ثم بعد ذلك يقسم كل مجال من هذه المجالات إلى عشرة مجالات فرعية. فالمجال الرابع مثلاً الاجتماعية يقسم إلى ما يلي:

ثم يقسم كل مجال فرعي إلى عشرة مجالات فرعية ولتأخذ أيضاً المجال الرابع وهو القانون فينقسم كما يلي:

وكل مجال فرعي يمكن أيضاً تقسيمه إلى عشرة مجالات فرعية أخرى مثل القانون الإداري مثلاً.

وترتب الكتب وفق هذا التصنيف، ثم توضع على الرفوف. ومن ثم يسهل استدعاؤها في أي وقت.

ثانياً: كيفية الحصول على الكتاب:

الأصل أن يطلب الباحث الكتاب من أمين المكتبة، ففي ذلك ضمان لعدم اضطراب نظام الفهرسة واختلاله. فأمين المكتبة هو الشخص المؤهل والمدرب على ذلك. فانتظام نظام الفهرسة في المكتبة يعتمد في الأساس على دقة عملية إنزال وإعادة الكتب من وإلى رفوف المكتبة. فعودة الكتاب إلى غير مكانه يعني بالضرورة صعوبة العودة إليه مرة أخرى.

والبيانات الموجودة على البطاقة هي إشارات لمعلومات عن الكتاب. مؤلفه. سنة النشر. ودار النشر.

وعلى ذلك فإن هذه البطاقات تحدد مطان الكتاب بدقة بحيث يستطيع أمين المكتبة الرجوع إليه في أي وقت وبسرعة فائقة.

[1]) د/ سليم حسن: موسوعة مصر القديمة – الجزء السابع عشر – الأدب المصري القديم – مكتبة الأسرة – 2000- ص 18.

[2]) د/ جابر جاد نصار: المرجع السابق، ص 100.

[3]) د/ جابر جاد نصار: المرجع السابق، ص 113.

[4]) د/ شعبان عبد العزيز خليفة، محمد عوض العايدي: الفهرسة الوصفية للمكتبات، 1980، ص 5.

[5]) بدأت الفهارس في أقدم صورها على شكل قائمة جرد Inventory ثم تطورت فيما بعد في الوقت الحاضر كأداة استرجاع للمعلومات. في التطور التاريخي للفهرسة – راجع د/ شعبان عبد العزيز خليفة، محمد عوض العايدي: المرجع السابق، ص 12.

[6]) د/ شعبان عبد العزيز خليفة، محمد عوض العايدي: المرجع السابق، ص 93.

[7]) في ذلك انظر: د/ أحمد عبد الكريم سلامة: المرجع السابق، ص 91.

 قد اعتاد بعض الباحثين، أو بعض طلاب العلم في المراحل الجامعية الأولى، على عدم التفريق بين المصدر والمرجع، أو المصدر الرئيس والمصدر الثانوي، ففي اللغة: المصدر هو: المنهج أو الأصل، وهو مشتق من الصدر، أو الصدارة في كل شيء. أي: تعني الأهمية والموقع المتقدم.

 وفي نطاق هذا الفصل يجدر بنا أن نبين كيفية الرجوع إلى المراجع والمصادر للحصول عليها من المعلومات والبيانات وضوابط هذا الرجوع وذلك كما يلي:

 تتبدى أهمية تجميع المعلومات والبيانات وتدوينها في أنها تعطي الباحث المادة الخام التي سوف يصنع منها بحثه. وبقدر وفرة المعلومات والبيانات وتغطيتها لكل جوانب الرسالة بقدر ما يسهل على الباحث إتمام بحثه بصورة جيدة.

 ولما كانت كيفية الرجوع إلى هذه المراجع يرتبط أساساَ بنوع هذه المراجع. فإنه يجدر بنا بيان هذه الأنواع. وبعد ذلك نبين كيفية تدوين هذه المعلومات. وذلك كما يلي:

 تأتي أدوات البحث العلمي في مرحلة لاحقة لتحديد موضوعه، ووضع خطة مبدئية لموضوع البحث؛ وفقاً للقواعد والأسس التي سبق وحددناها. وأدوات البحث العلمي هي مفترض ثابت في كل الأبحاث. فمن الصعوبة بمكان القيام ببحث علمي دون وجود هذه الأدوات. وإذا كانت أدوات البحث متوافرة لكل الباحثين فإن قدرة الباحثين على استخدام هذه الأدوات تتفاوت بتفاوت إمكانياتهم وقدراتهم على الفهم والتمحيص. ذلك أن البحث العلمي هو في حقيقته مهنة أو حرفة أو مهارة وليس وظيفة. ويبقى إجادة الباحث لمفردات هذه المهنة مرتبطا إلى حد كبير بقدراته الشخصية وسعة اطلاعه وقدرته على الترتيب والتنظيم، وتحليل المعلومات التي يحصل عليها.

 وسوف نتناول أدوات البحث العلمي وفق ترتيب العمليات التي يقوم بها الباحث في استخدام هذه الأدوات. فهذا الاستخدام يبدأ بتحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث. ثم يقوم بتجميع المعلومات التي تتصل بموضوعه من هذه المراجع. وأخيراً يقوم بترتيب هذه المعلومات وتدوينها وفق اسس علمية محددة توطئة للاستفادة بها.

 وترتيباً على ذلك فسوف نقسم الفصل إلى ثلاثة مباحث كما يلي:

المبحث الأول: تحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث.

المبحث الثاني: تجميع المعلومات.

وذلك على الوجه التالي:

سبق أن علمنا أن الخطوة الأولى في البحث تتضمن تحديد موضوع البحث، ووضع خطة مبدئية له. يعقب ذلك تحديد المراجع التي تتصل بموضوع البحث. وإذا كان الباحث أثناء اختيار موضوع البحث ووضع خطة مبدئية له يطلع على بعض هذه المراجع بصورة سريعة، فإن الخطوة التي نحن بصدد بحثها تختلف تماماً عن ذلك، فهذه الخطوة تتضمن حصر وتحديد المراجع المتصلة بالبحث.

وهي مرحلة تتسم بالدقة والصعوبة، إذ تقتضي من الباحث أن يطلع على مراجع شتى وفي أماكن كثيرة. وعليه أن ينقب فيها ويبحث عما يفيده من هذه المراجع في موضوع بحثه.

وتهدف المراجع إلى توفير المعلومات والبيانات التي سوف يستخدمها الباحث في صناعة بحثه. فهي المواد الأولية التي سوف يواجه بها موضوع البحث. وهى مصادر معلوماته وبياناته. وعلى ذلك فإنه بقدر هذه المصادر والمعلومات التي تأتي منها ما يأتي البحث منضبطاً وسليماً في أساسه العلمي وفروضه، وما يرتبه من نتائج([1]).

ومراجع البحث ومصادره ومعلوماته متعددة. إلا أنها تتكاتف لتأدية وظيفة واحدة. وهي توفير المعلومات والبيانات للباحث. ولذلك يستطيع الباحث ومعه الأستاذ المشرف أن يحدد أياً من هذه المصادر أنفع له في تحقيق هدفه.

وتأتي المكتبة وما تحويه من كتب في مقدمة هذه المصادر. فضلاً عن ذلك توجد الوسائل الميدانية والوسائل التكنولوجية الحديثة التي يتبعها الباحث للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لبحثه. وسوف نتناول كل هذه المصادر بالتفصيل كما يلي:

[1]) د/ جابر جاد نصار: مرجع سابق، ص 96.

قبل الدخول الفعلي في مرحلة الكتابة، يجب على الباحث أن يعرف القواعد الأساسية للكتابة. ولذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين: نتناول في المطلب الأول: قواعد الكتابة. وفي المطلب الثاني: مراحل الكتابة.

 قد اعتاد بعض الباحثين، أو بعض طلاب العلم في المراحل الجامعية الأولى، على عدم التفريق بين المصدر والمرجع، أو المصدر الرئيس والمصدر الثانوي، ففي اللغة: المصدر هو: المنهج أو الأصل، وهو مشتق من الصدر، أو الصدارة في كل شيء. أي: تعني الأهمية والموقع المتقدم.

 وفي نطاق هذا الفصل يجدر بنا أن نبين كيفية الرجوع إلى المراجع والمصادر للحصول عليها من المعلومات والبيانات وضوابط هذا الرجوع وذلك كما يلي:

 تتبدى أهمية تجميع المعلومات والبيانات وتدوينها في أنها تعطي الباحث المادة الخام التي سوف يصنع منها بحثه. وبقدر وفرة المعلومات والبيانات وتغطيتها لكل جوانب الرسالة بقدر ما يسهل على الباحث إتمام بحثه بصورة جيدة.

 ولما كانت كيفية الرجوع إلى هذه المراجع يرتبط أساساَ بنوع هذه المراجع. فإنه يجدر بنا بيان هذه الأنواع. وبعد ذلك نبين كيفية تدوين هذه المعلومات. وذلك كما يلي:

 تأتي أدوات البحث العلمي في مرحلة لاحقة لتحديد موضوعه، ووضع خطة مبدئية لموضوع البحث؛ وفقاً للقواعد والأسس التي سبق وحددناها. وأدوات البحث العلمي هي مفترض ثابت في كل الأبحاث. فمن الصعوبة بمكان القيام ببحث علمي دون وجود هذه الأدوات. وإذا كانت أدوات البحث متوافرة لكل الباحثين فإن قدرة الباحثين على استخدام هذه الأدوات تتفاوت بتفاوت إمكانياتهم وقدراتهم على الفهم والتمحيص. ذلك أن البحث العلمي هو في حقيقته مهنة أو حرفة أو مهارة وليس وظيفة. ويبقى إجادة الباحث لمفردات هذه المهنة مرتبطا إلى حد كبير بقدراته الشخصية وسعة اطلاعه وقدرته على الترتيب والتنظيم، وتحليل المعلومات التي يحصل عليها.

 وسوف نتناول أدوات البحث العلمي وفق ترتيب العمليات التي يقوم بها الباحث في استخدام هذه الأدوات. فهذا الاستخدام يبدأ بتحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث. ثم يقوم بتجميع المعلومات التي تتصل بموضوعه من هذه المراجع. وأخيراً يقوم بترتيب هذه المعلومات وتدوينها وفق اسس علمية محددة توطئة للاستفادة بها.

 وترتيباً على ذلك فسوف نقسم الفصل إلى ثلاثة مباحث كما يلي:

المبحث الأول: تحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث.

المبحث الثاني: تجميع المعلومات.

وذلك على الوجه التالي:

سبق أن علمنا أن الخطوة الأولى في البحث تتضمن تحديد موضوع البحث، ووضع خطة مبدئية له. يعقب ذلك تحديد المراجع التي تتصل بموضوع البحث. وإذا كان الباحث أثناء اختيار موضوع البحث ووضع خطة مبدئية له يطلع على بعض هذه المراجع بصورة سريعة، فإن الخطوة التي نحن بصدد بحثها تختلف تماماً عن ذلك، فهذه الخطوة تتضمن حصر وتحديد المراجع المتصلة بالبحث.

وهي مرحلة تتسم بالدقة والصعوبة، إذ تقتضي من الباحث أن يطلع على مراجع شتى وفي أماكن كثيرة. وعليه أن ينقب فيها ويبحث عما يفيده من هذه المراجع في موضوع بحثه.

وتهدف المراجع إلى توفير المعلومات والبيانات التي سوف يستخدمها الباحث في صناعة بحثه. فهي المواد الأولية التي سوف يواجه بها موضوع البحث. وهى مصادر معلوماته وبياناته. وعلى ذلك فإنه بقدر هذه المصادر والمعلومات التي تأتي منها ما يأتي البحث منضبطاً وسليماً في أساسه العلمي وفروضه، وما يرتبه من نتائج([1]).

ومراجع البحث ومصادره ومعلوماته متعددة. إلا أنها تتكاتف لتأدية وظيفة واحدة. وهي توفير المعلومات والبيانات للباحث. ولذلك يستطيع الباحث ومعه الأستاذ المشرف أن يحدد أياً من هذه المصادر أنفع له في تحقيق هدفه.

وتأتي المكتبة وما تحويه من كتب في مقدمة هذه المصادر. فضلاً عن ذلك توجد الوسائل الميدانية والوسائل التكنولوجية الحديثة التي يتبعها الباحث للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لبحثه. وسوف نتناول كل هذه المصادر بالتفصيل كما يلي:

[1]) د/ جابر جاد نصار: مرجع سابق، ص 96.

قبل الدخول الفعلي في مرحلة الكتابة، يجب على الباحث أن يعرف القواعد الأساسية للكتابة. ولذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين: نتناول في المطلب الأول: قواعد الكتابة. وفي المطلب الثاني: مراحل الكتابة.