المطلب الأول: دور الكمبيوتر (الحاسب الآلي) في مجال البحث العلمي

المطلب الأول: دور الكمبيوتر (الحاسب الآلي)

في مجال البحث العلمي

كان لاختراع الكمبيوتر أثر كبير تمثل في إحداث نقلة علمية كبيرة، حيث فتح المجال للعديد من الإستخدامات والتطبيقات والتغلب على العديد من العوائق والصعوبات في العديد من المجالات/ ومما لا شك فيه كان لاختراع الكمبيوتر أثر هام في المجال العلمي والبحث القانوني، وزادت هذه الأهمية مع التطور الذي يشهده مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

ففي مجال برنامج Office فقد تطور الكمبيوتر ليتم اختراع برنامج جديد يسمى برنامج معالجة البيانات والكلمات وهو برنامج Word الذي يوجد له عدة نسخ منها Word 2003 – 2007 – 2010 وبرنامج WORD XP حتى وصلنا إلى برنامج PDF.

وتساعد هذه البرامج الباحث العلمي عامة، والثانوي بصفة خاصة في كتابة البحث العلمي أو القانوني بطريقة تمكنه من التحكم في حجم الخط وفي نوعيته واللغة التي يكتب بها البحث العلمي، لاسيما أن الكثير من البحوث ورسائل الماجستير والدكتوراة التي يقدمها الباحثون تحتوي على العديد من الكلمات والمصطلحات، وأحياناً الجمل المنقولة عن مراجع إنجليزية أو فرنسية وقد حل هذا البرنامج العظيم محل استخدام الآلات الكاتبة، ليمكن الباحث من حفظ الملفات Files التي يتكون منها بحثه من الملف File أو المجلدات Folders أو لصقها في مواضع أخرى Paste.

ومن أجمل خصائص هذا البرامج أنها لا تغل مساحة كبيرة على وسائل الحفظ الموجودة بأجهزة الكمبيوتر Devices مثل CD، أو الذاكرة المحمولة بالفلاشات Removable Disk أو باستخدام الفلوبي ديسك Floppy Disk.

لذلك يجب على أي باحث من باحثي القانون أن يكون على دراية بهذه البرامج الهامة، ويفضل أن يتدرب عليها بشكل دائم حتى تكون يد الباحث معتادة على التعامل بهذه البرامج، حتى يستطيع التعامل مع برنامجه بشكل سهل ويسير ليقوم بالتعديل والحذف والإضافة في أي وقت يريده.

 قد اعتاد بعض الباحثين، أو بعض طلاب العلم في المراحل الجامعية الأولى، على عدم التفريق بين المصدر والمرجع، أو المصدر الرئيس والمصدر الثانوي، ففي اللغة: المصدر هو: المنهج أو الأصل، وهو مشتق من الصدر، أو الصدارة في كل شيء. أي: تعني الأهمية والموقع المتقدم.

 وفي نطاق هذا الفصل يجدر بنا أن نبين كيفية الرجوع إلى المراجع والمصادر للحصول عليها من المعلومات والبيانات وضوابط هذا الرجوع وذلك كما يلي:

 تتبدى أهمية تجميع المعلومات والبيانات وتدوينها في أنها تعطي الباحث المادة الخام التي سوف يصنع منها بحثه. وبقدر وفرة المعلومات والبيانات وتغطيتها لكل جوانب الرسالة بقدر ما يسهل على الباحث إتمام بحثه بصورة جيدة.

 ولما كانت كيفية الرجوع إلى هذه المراجع يرتبط أساساَ بنوع هذه المراجع. فإنه يجدر بنا بيان هذه الأنواع. وبعد ذلك نبين كيفية تدوين هذه المعلومات. وذلك كما يلي:

 تأتي أدوات البحث العلمي في مرحلة لاحقة لتحديد موضوعه، ووضع خطة مبدئية لموضوع البحث؛ وفقاً للقواعد والأسس التي سبق وحددناها. وأدوات البحث العلمي هي مفترض ثابت في كل الأبحاث. فمن الصعوبة بمكان القيام ببحث علمي دون وجود هذه الأدوات. وإذا كانت أدوات البحث متوافرة لكل الباحثين فإن قدرة الباحثين على استخدام هذه الأدوات تتفاوت بتفاوت إمكانياتهم وقدراتهم على الفهم والتمحيص. ذلك أن البحث العلمي هو في حقيقته مهنة أو حرفة أو مهارة وليس وظيفة. ويبقى إجادة الباحث لمفردات هذه المهنة مرتبطا إلى حد كبير بقدراته الشخصية وسعة اطلاعه وقدرته على الترتيب والتنظيم، وتحليل المعلومات التي يحصل عليها.

 وسوف نتناول أدوات البحث العلمي وفق ترتيب العمليات التي يقوم بها الباحث في استخدام هذه الأدوات. فهذا الاستخدام يبدأ بتحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث. ثم يقوم بتجميع المعلومات التي تتصل بموضوعه من هذه المراجع. وأخيراً يقوم بترتيب هذه المعلومات وتدوينها وفق اسس علمية محددة توطئة للاستفادة بها.

 وترتيباً على ذلك فسوف نقسم الفصل إلى ثلاثة مباحث كما يلي:

المبحث الأول: تحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث.

المبحث الثاني: تجميع المعلومات.

وذلك على الوجه التالي:

سبق أن علمنا أن الخطوة الأولى في البحث تتضمن تحديد موضوع البحث، ووضع خطة مبدئية له. يعقب ذلك تحديد المراجع التي تتصل بموضوع البحث. وإذا كان الباحث أثناء اختيار موضوع البحث ووضع خطة مبدئية له يطلع على بعض هذه المراجع بصورة سريعة، فإن الخطوة التي نحن بصدد بحثها تختلف تماماً عن ذلك، فهذه الخطوة تتضمن حصر وتحديد المراجع المتصلة بالبحث.

وهي مرحلة تتسم بالدقة والصعوبة، إذ تقتضي من الباحث أن يطلع على مراجع شتى وفي أماكن كثيرة. وعليه أن ينقب فيها ويبحث عما يفيده من هذه المراجع في موضوع بحثه.

وتهدف المراجع إلى توفير المعلومات والبيانات التي سوف يستخدمها الباحث في صناعة بحثه. فهي المواد الأولية التي سوف يواجه بها موضوع البحث. وهى مصادر معلوماته وبياناته. وعلى ذلك فإنه بقدر هذه المصادر والمعلومات التي تأتي منها ما يأتي البحث منضبطاً وسليماً في أساسه العلمي وفروضه، وما يرتبه من نتائج([1]).

ومراجع البحث ومصادره ومعلوماته متعددة. إلا أنها تتكاتف لتأدية وظيفة واحدة. وهي توفير المعلومات والبيانات للباحث. ولذلك يستطيع الباحث ومعه الأستاذ المشرف أن يحدد أياً من هذه المصادر أنفع له في تحقيق هدفه.

وتأتي المكتبة وما تحويه من كتب في مقدمة هذه المصادر. فضلاً عن ذلك توجد الوسائل الميدانية والوسائل التكنولوجية الحديثة التي يتبعها الباحث للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لبحثه. وسوف نتناول كل هذه المصادر بالتفصيل كما يلي:

[1]) د/ جابر جاد نصار: مرجع سابق، ص 96.

قبل الدخول الفعلي في مرحلة الكتابة، يجب على الباحث أن يعرف القواعد الأساسية للكتابة. ولذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين: نتناول في المطلب الأول: قواعد الكتابة. وفي المطلب الثاني: مراحل الكتابة.