المطلب الأول: طباعة البحث

المبحث الثاني: الإخراج النهائي للبحث

يتمثل الإخراج النهائي للكتاب تهيئته على صورته الأخيرة التي سوف يُطبع عليها. وهذه العملية تتطلب من الباحث أن ينظم بحثه على شكل معين، فضلاً عن ضرورة الالتزام عند طبعه بإجراءات وقواعد محددة. وعلى ذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين كما يلي:

طباعة البحث

طباعة البحث تستدعى اتخاذ إجراءات رسمية معينة. كما أن هذه المرحلة لا يمكن أن تتم بنجاح إلا إذا كان للباحث دور مميز فيها. وهو ما سوف نبحثه كما يلي في فرعين:

الفرع الأول: إجراءات ما قبل الطباعة

الفرع الثاني: دور الباحث في مرحلة الطباعة

وذلك كما يلي:

الفرع الأول: إجراءات ما قبل الطباعة

تختلف الأبحاث في الإجراءات التي يجب ان تستوفيها قبل الطبع وذلك كما يلي:

أولاً: الأبحاث التي تقدم للحصول على درجات علمية ويشرف عليها معين من قبل المعهد، أو الكلية، التي يتم فيها التسجيل وفي هذه الحالة، يتطلب ضرورة الحصول على موافقة المشرف على الطبع. ويجب أن تكون الموافقة مكتوبة. وتم اعتمادها من الجهات المختصة.

ثانياً: بالنسبة للأبحاث التي تنشر في المكتبات المتخصصة فيجب الحصول على رقم إيداع وترقيم دولي وذلك كما يلي:

  • الإيداع لدى دار الكتب والوثائق الرسمية:

تنص المادة 48 من قانون حماية حق المؤلف رقم 354 لسنة 1954 والمعدلة بالقانون رقم 38 لسنة 1992 ” يلتزم بالتضامن مؤلفو وناشرو وطابعو ومنتجو المصنفات الخاضعة لأحكام هذا القانون بالتضامن فيما بينهم بإيداع نسخ من مصنفاتهم وينظم وزير الثقافة بقرار منه الشروط والأوضاع والإجراءات التي تحد احكام الإيداع وعدد النسخ او نظائرها البديلة، وطرق حفظها…”.

” ولا تسري هذه الأحكام على المصنفات المنشورة في الصحف والمجلات الدورية إلا إذا نشرت منفردة”([1]).

  • الترقيم الدولي الموحد للكتاب (ISBN)

ويتعلق هذا النظام بنشر الكتاب وسهولة الحفاظ على حق المؤلف فيه، وحفظه من الضياع. وسهولة ضبط ذلك على النطاق الدولي. وينهض هذا النظام على ان يكون لكل كتاب رقم خاص به لا يتكرر على مستوى العالم ويشرف على عملية ضبط وتنظيم هذه الأرقام هيئة دولية مقرها ألمانيا.

ويمثل هذا الرقم رموزاً معينة ترتبط بدولة المنشأ، التي ينشأ فيها الكتاب، ولغته، وتاريخ نشره، حتى يتحقق للأفكار الواردة فيه أسبقية على ما يأتي بعدها. ويتكون هذا الرقم من عشرة أرقام.

وعادة ما يطبع هذا الرقم في أخر صفحة في المؤلف في مكان بارز ومميز، ويحصل عليه المؤلفون من الهيئة المصرية العامة للكتاب في مصر في إيصال يبين فيه اسم المؤلف واسم المصنف ودار النشر والمطبعة التي قامت بطبع الكتاب.

 

الفرع الثاني: دور الباحث في مرحلة الطبع

تمثل مرحلة الطبع الحلقة الأخيرة في إخراج البحث العلمي إلى يد قارئه، وهي مرحلة لها أهميتها الكبيرة. إذ يمكن لها أن تبرز جهد الباحث بصورة طيبة وصادقة، إذا ما أحسن تنفيذها. وقد تقلل من جهد الباحث، إذا أصابها الخلل. وعلى ذلك فإن الباحث يجب أن يتابع كل مراحل الطبع بدقة بالغة مع العاملين المسئولين عن ذلك.

وتشمل هذه المراحل ما يلي:

أولاً: كتابة البحث على الكمبيوتر:

لقد أحدث جهاز الكمبيوتر ثورة حقيقية في الكتابة سواء من حيث تنظيمها أم من حيث السرعة والقدرة الكبيرة على تصحيح الأخطاء ببساطة ويسر. وعلى ذلك يجب على الباحث أن يكتب بحثه على الكمبيوتر، ويستفيد من هذه التقنية العالية في الكتابة.

وإذا كانت بعض الجامعات – لا سيما الجامعات الأجنبية – تشترط كتابة البحث بخط معين؛ فإن الجامعات المصرية لا تشترط ذلك. ولكن يمكن كتابة متن الرسالة بخط 14 والهامش بخط 12 وهو الشائع في الكتابة([2]).

ويجب أن يعهد الباحث إلى مكتب متخصص لكتابة الأبحاث. فالعاملون في هذه المكاتب لديهم الخبرة الكافية في الكتابة، وفقاً للقواعد المتعارف عليها في ذلك.

ويجب على الباحث أن يراجع الكتابة بدقة، كي يتفادى الأخطاء المطبعية التي تقلل من قيمة البحث. ومن المؤسف حقاً ان هذه الأخطاء انتشرت في كثير من الرسائل والأبحاث وذلك نظراً لتسرع الباحث في إخراج بحثه دون أن يتأنى في مراجعة الطباعة.

ثانيا: اختيار نوع الورق وإمكانيات الطباعة.

فعلى الباحث أن يكون له رأي في اختيار نوعية الورق، وهو في هذه الحالة يوازن بين تكاليف الطباعة، وإمكانية تسويق البحث ولعائد منه.

على انه في طبع رسائل الدكتوراة والماجيستير التي تقدم للحصول على درجة علمية من إحدى الجامعات، فإن الطباعة يجب أن تكون على ورق أبيض لا يقل عن 70جراما أو 80 جراما حسب الأحوال([3]).

والطباعة الجيدة، تضيف إلى البحث وتزيد من قيمته العلمية وتيسر للقارئ أن يطلع عليه بسهولة ويسر.

ثالثاً: تجليد البحث:

استكمالاً لعملية الطبع تأتي عملية التجليد، او تغليف البحث. وهي عملية لها أهميتها. إذ أن الغلاف هو اول ما تقع عليه العين. وكلما كان هذا التجليد أو الغلاف جميلاً ومنسقاً، ومتناسقاً في ألوانه، وخطوطه. فإن ذلك يرفع من قيمة البحث، ويؤدي إلى حسن تقديره. وكذلك حق على الباحث أن يهتم بتجليد البحث وإخراجه في أحسن صورة.

([1] وكانت المادة قبل التعديل ” يلتزم بالتضامن مؤلفو وناشرو وطابعو المصنفات أن يودعوا نسخ بالمركز الرئيسي لدار الكتب والوثائق القومية”.

([2] د/ جابر جاد نصار: المرجع السابق: ص 261.

[3])د/ جابر جاد نصار: المرجع السابق: ص 262.

 قد اعتاد بعض الباحثين، أو بعض طلاب العلم في المراحل الجامعية الأولى، على عدم التفريق بين المصدر والمرجع، أو المصدر الرئيس والمصدر الثانوي، ففي اللغة: المصدر هو: المنهج أو الأصل، وهو مشتق من الصدر، أو الصدارة في كل شيء. أي: تعني الأهمية والموقع المتقدم.

 وفي نطاق هذا الفصل يجدر بنا أن نبين كيفية الرجوع إلى المراجع والمصادر للحصول عليها من المعلومات والبيانات وضوابط هذا الرجوع وذلك كما يلي:

 تتبدى أهمية تجميع المعلومات والبيانات وتدوينها في أنها تعطي الباحث المادة الخام التي سوف يصنع منها بحثه. وبقدر وفرة المعلومات والبيانات وتغطيتها لكل جوانب الرسالة بقدر ما يسهل على الباحث إتمام بحثه بصورة جيدة.

 ولما كانت كيفية الرجوع إلى هذه المراجع يرتبط أساساَ بنوع هذه المراجع. فإنه يجدر بنا بيان هذه الأنواع. وبعد ذلك نبين كيفية تدوين هذه المعلومات. وذلك كما يلي:

 تأتي أدوات البحث العلمي في مرحلة لاحقة لتحديد موضوعه، ووضع خطة مبدئية لموضوع البحث؛ وفقاً للقواعد والأسس التي سبق وحددناها. وأدوات البحث العلمي هي مفترض ثابت في كل الأبحاث. فمن الصعوبة بمكان القيام ببحث علمي دون وجود هذه الأدوات. وإذا كانت أدوات البحث متوافرة لكل الباحثين فإن قدرة الباحثين على استخدام هذه الأدوات تتفاوت بتفاوت إمكانياتهم وقدراتهم على الفهم والتمحيص. ذلك أن البحث العلمي هو في حقيقته مهنة أو حرفة أو مهارة وليس وظيفة. ويبقى إجادة الباحث لمفردات هذه المهنة مرتبطا إلى حد كبير بقدراته الشخصية وسعة اطلاعه وقدرته على الترتيب والتنظيم، وتحليل المعلومات التي يحصل عليها.

 وسوف نتناول أدوات البحث العلمي وفق ترتيب العمليات التي يقوم بها الباحث في استخدام هذه الأدوات. فهذا الاستخدام يبدأ بتحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث. ثم يقوم بتجميع المعلومات التي تتصل بموضوعه من هذه المراجع. وأخيراً يقوم بترتيب هذه المعلومات وتدوينها وفق اسس علمية محددة توطئة للاستفادة بها.

 وترتيباً على ذلك فسوف نقسم الفصل إلى ثلاثة مباحث كما يلي:

المبحث الأول: تحديد المراجع المتصلة بموضوع البحث.

المبحث الثاني: تجميع المعلومات.

وذلك على الوجه التالي:

سبق أن علمنا أن الخطوة الأولى في البحث تتضمن تحديد موضوع البحث، ووضع خطة مبدئية له. يعقب ذلك تحديد المراجع التي تتصل بموضوع البحث. وإذا كان الباحث أثناء اختيار موضوع البحث ووضع خطة مبدئية له يطلع على بعض هذه المراجع بصورة سريعة، فإن الخطوة التي نحن بصدد بحثها تختلف تماماً عن ذلك، فهذه الخطوة تتضمن حصر وتحديد المراجع المتصلة بالبحث.

وهي مرحلة تتسم بالدقة والصعوبة، إذ تقتضي من الباحث أن يطلع على مراجع شتى وفي أماكن كثيرة. وعليه أن ينقب فيها ويبحث عما يفيده من هذه المراجع في موضوع بحثه.

وتهدف المراجع إلى توفير المعلومات والبيانات التي سوف يستخدمها الباحث في صناعة بحثه. فهي المواد الأولية التي سوف يواجه بها موضوع البحث. وهى مصادر معلوماته وبياناته. وعلى ذلك فإنه بقدر هذه المصادر والمعلومات التي تأتي منها ما يأتي البحث منضبطاً وسليماً في أساسه العلمي وفروضه، وما يرتبه من نتائج([1]).

ومراجع البحث ومصادره ومعلوماته متعددة. إلا أنها تتكاتف لتأدية وظيفة واحدة. وهي توفير المعلومات والبيانات للباحث. ولذلك يستطيع الباحث ومعه الأستاذ المشرف أن يحدد أياً من هذه المصادر أنفع له في تحقيق هدفه.

وتأتي المكتبة وما تحويه من كتب في مقدمة هذه المصادر. فضلاً عن ذلك توجد الوسائل الميدانية والوسائل التكنولوجية الحديثة التي يتبعها الباحث للحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لبحثه. وسوف نتناول كل هذه المصادر بالتفصيل كما يلي:

[1]) د/ جابر جاد نصار: مرجع سابق، ص 96.

قبل الدخول الفعلي في مرحلة الكتابة، يجب على الباحث أن يعرف القواعد الأساسية للكتابة. ولذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى مطلبين: نتناول في المطلب الأول: قواعد الكتابة. وفي المطلب الثاني: مراحل الكتابة.